12/22/2025
تحلّ ذكرى وفاة الفنان الكبير صلاح ذو الفقار، فنستعيد سيرة أحد أعمدة السينما المصرية، ونقف أمام مشوار فني استثنائي جمع بين الحضور الطاغي، والموهبة الصادقة، والالتزام الفني والإنساني.
وُلد صلاح ذو الفقار ليبدأ حياته بعيدًا عن الفن، قبل أن يختار طريق الإبداع، ويصبح واحدًا من أبرز نجوم الشاشة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي. تميّز بشخصيته القوية وملامحه الصارمة، ما أهّله لتقديم أدوار الضابط ورجل القانون، لكنه في الوقت نفسه نجح في كسر هذه الصورة، وقدّم أدوارًا رومانسية وإنسانية تركت أثرًا عميقًا لدى الجمهور.
شارك صلاح ذو الفقار في عشرات الأفلام التي أصبحت علامات في تاريخ السينما المصرية، وتعاون مع كبار المخرجين والنجوم، مقدّمًا نماذج متنوعة للرجل المصري بين القوة، والعدل، والعاطفة، والتضحية. ولم يكن مجرد نجم شباك، بل فنانًا صاحب موقف، انعكس في اختياراته الفنية وأدائه المتزن.
امتد عطاؤه إلى الدراما التلفزيونية، حيث حافظ على نفس الجدية والاحترام، ليؤكد أن النجومية الحقيقية لا تُقاس بعدد الأعمال فقط، بل بالأثر الذي يتركه الفنان في وجدان الجمهور. وقد ظل اسمه مرتبطًا بالقيم والمبادئ، سواء داخل الشاشة أو خارجها.
في ذكرى وفاته، يبقى صلاح ذو الفقار حاضرًا كرمز للفن الهادف، ونموذج للفنان الذي احترم تاريخه وجمهوره، وترك وراءه إرثًا فنيًا خالدًا لا يزال يُعرض ويُشاهد ويُقدَّر حتى اليوم.