12/31/2025
تحل ذكرى ميلاد كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، لتعيد إلى الذاكرة مسيرة فنية استثنائية لم تتكرر، لنجمة تجاوزت حدود الزمن والجغرافيا، وأصبحت رمزًا للهوية الثقافية والفنية المصرية والعربية، وصوتًا خالدًا ما زال يعيش في وجدان الملايين.
بدايات من الريف إلى القمة
وُلدت أم كلثوم في قرية طماي الزهايرة بمحافظة الدقهلية، وبدأت رحلتها مع الغناء في سن مبكرة، حيث ظهرت موهبتها الفريدة وقوة صوتها، لتنتقل لاحقًا إلى القاهرة، وتبدأ رحلة الصعود التي صنعت واحدة من أعظم الأساطير الفنية في القرن العشرين.
صوت استثنائي ومدرسة فنية متكاملة
لم تكن أم كلثوم مجرد مطربة، بل كانت مدرسة فنية قائمة بذاتها، تميزت بقدرتها الفريدة على التحكم في المقامات الموسيقية، والتفاعل مع الكلمة واللحن، لتخلق حالة طربية نادرة جعلت حفلاتها الشهرية حدثًا ينتظره الجمهور في مصر والعالم العربي.
تعاونات صنعت الخلود
تعاونت كوكب الشرق مع كبار الشعراء والملحنين، أمثال أحمد رامي، وبيرم التونسي، ومحمد القصبجي، ورياض السنباطي، ومحمد عبد الوهاب، وقدّمت من خلال هذه التعاونات أعمالًا خالدة شكّلت وجدان أجيال متعاقبة، مثل: إنت عمري، الأطلال، سيرة الحب، ألف ليلة وليلة.
أم كلثوم والوطن
لم يقتصر دور أم كلثوم على الفن فقط، بل كانت رمزًا وطنيًا حاضرًا في اللحظات التاريخية الكبرى، حيث سخّرت فنها لدعم القضايا الوطنية، وشاركت بأغنياتها في رفع الروح المعنوية للمصريين، لتصبح صوتًا معبرًا عن الأمة في أفراحها وأزماتها.
إرث لا يعرف الغياب
رغم مرور عقود على رحيلها، لا تزال أم كلثوم حاضرة بقوة في الوجدان الجمعي، وتُعاد أعمالها باستمرار، ويكتشفها جيل جديد كأنها وُلدت من جديد، في تأكيد واضح على أن الفن الحقيقي لا يشيخ ولا يفقد قيمته مع الزمن.
في ذكرى ميلاد كوكب الشرق
تبقى السيدة أم كلثوم رمزًا للفن الأصيل، وصوتًا لا يُنسى، وتجربة إنسانية وفنية نادرة، ستظل مصدر إلهام لكل من يبحث عن الجمال والصدق في الموسيقى والغناء.